تقدم الرئيس نجيب ميقاتي، باسمه وباسم عائلة فقيد طرابلس والمشرف العام على "جمعية العزم والسعادة الاجتماعية" الدكتور عبد الإله ميقاتي، بالشكر الجزيل "من كل من بادر الى تعزيتنا ومواساتنا في مصابنا الأليم سواء بالمشاركة في مراسم الدفن أو بالاتصال أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، راجياً الله العلي القدير أن يحفظ الجميع ويبعد عنهم كل مكروه وألا يفجعهم بعزيز".
وقال الرئيس ميقاتي "بغياب الدكتور عبد الإله ميقاتي سنفتقد الناصح الأمين والتقي، صاحب الابتسامة الدافئة والهمة العالية. وسأفتقد الأخ الصادق الذي لم أسمع منه أي غيبة أو نميمة بحق أحد، سأفتقد من كان ينظر للوجه الإيجابي في كل أمر، وسأفتقد لصاحب القلب العامر بالإيمان، قولاً وعملاً."
وختم بالقول "ستبقى ذكرى الدكتور عبد الإله في قلوبنا جميعاً وفي ما عملته يداه لسنوات بصمت ووقار ومحبة. ونسأل الله تعالى أن ينوِّر قبره ويجعله في جنات النعيم."
وكان الرئيس ميقاتي شارك في اللقاء السادس لـ "الخطباء والأئمة للبحث في قضايا الدعوة والناس والأمة" بدعوة من دار العلم والعلماء على تطبيق "زووم" والذي استهل بوقفة مواساة وعزاء وتأبين للمغفور له الدكتور عبد الإله ميقاتي.
وقال رئيس مجلس إدارة "دار العلم والعلماء" الدكتور عبد الرزاق قرحاني في كلمته " إن الدكتور ميقاتي رحمه الله كان للعزم والعلم والفضيلة عنوان، وصاحب البصمة البيضاء في هذا الزمان، حفيد سلالة من العلماء وإبن طرابلس الفيحاء التي أحبها بكل عنفوان فكان رائداً في كل ميدان".
ثم تحدث نائب رئيس المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الوزير السابق عمر مسقاوي باسم مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان فعدد مآثر الفقيد، ودوره الفعال الذي كان محط تقدير واحترام وتألق.
وتحدث مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام فعبّر عن عمق الأخوة والإخلاص الذي كان يتمتع بها الراحل الكبير، معتبراً أن دائرة الأوقاف في طرابلس فقدت العقل المدبر وصاحب الرؤية، والمتابع لكل الملفات بإخلاص ونشاط وجدية.
وكذلك تحدث الشيخ عثمان نجدة الذي أشار الى شغف الراحل بكتاب الله وبحفظه. وتلاه الشيخ أمير رعد الذي "تناول مآثر الدكتور ميقاتي الذي كان همه الأساس إكرام العلماء وخدمة القرآن، ووضع نصب عينيه أن تكون هناك مشاريع وقفية يعود ريعها لخدمة العلم والعلماء".
وكان اللقاء استهل بتلاوة من القرآن الكريم للشيخ يوسف الديك، واختتم بدعاء لشيخ قراء طرابلس الشيخ بلال بارودي.
أسف الرئيس نجيب ميقاتي لمقتل الشاب عمر طيبا ولسقوط عدد كبير من الجرحى في صفوف المدنيين والعسكريين خلال الأحداث التي شهدتها طرابلس أمس، وتقدم بالتعزية من ذويه، سائلاً الله العلي القدير أن يحمي طرابلس ولبنان من كل من يريد إستغلال حاجات الناس لتنفيذ مخطط سياسي وأمني".
وقال: ما تشهده طرابلس من إحتجاجات هو ترجمة لغضب كبير على إهمال الدولة وسياساتها الخاطئة، وما يستفز الناس أكثر هو اللامبالاة التي تتعاطى بها السلطة مع أوجاع اللبنانيين، لكن في النهاية، المحتجون أهلنا وأبناؤنا والقوى الأمنية والعسكرية هم أشقاؤنا، وبالتالي لا يجوز أن يتحول هذا الغضب المشروع الى مواجهات بين المواطنين وعناصر القوى الأمنية الذين يتقاسمون المعاناة، لذلك على الجميع أن يتنبه الى الجهات التي تحاول حرف الاحتجاجات عن مسارها المطلبي لتحقيق مكاسب على حساب الفقراء.
أضاف: نحن نعمل كل ما بوسعنا للوقوف الى جانب أبنائنا من خلال تكثيف العمل في مراكز العزم للرعاية الصحية والاجتماعية، ولكن على الدولة أن تتحمل مسؤولياتها كاملة تجاه مواطنيها، وأن تسارع الى بلسمة الجراح وتقديم ما أمكن من المساعدات، تمهيداً لخطة متكاملة فورية تترافق مع الإقفال العام وتدعم صمود اللبنانيين في منازلهم، خصوصا أنه في الوقت الذي يتلهى فيه المعنيون بالخلافات السياسية، يدخل كورونا الى كل بيت، ويضرب أرقاماً قياسية مخيفة في حالات الوفاة.
وختم ميقاتي داعياً الجميع للتحلي بالوعي الكامل لتمرير هذه المرحلة الصعبة، مشدداً على ضرورة تضافر الجهود من أجل حماية طرابلس التي نعمل قدر الإمكانات المتاحة على خدمة أهلنا فيها