بيان صادر عن ثوار من ساحات الجنوب
تمعنُ السلطة السياسيّة بكافة مكوناتها في التخبّط بالخطوات والتدابير المتأخرة التي تلجأ اليها في مواجهة "وباء كورونا"، كما تعملُ على تعميقِ خلافاتها السياسيّة، بما يهدّد الوضع العام واستقرار البلاد. فهذه المنظومة السياسية الحاكمة اكدت بممارساتها فشلها في إدارة البلاد، وهي مسؤولةٌ عن تدمير مؤسسات الدولة، وتردّي الوضع المعيشي وهدر حقوق الشعب بكافة فئاته وتعميم الفساد.
وفي هذه الفترة مع تطوّر جائحة كورونا، يستمر الإنحدارُ السياسي والاقتصادي والاجتماعي في مجتمعنا وتهتز ركائز الدولة، الأمر الذي جعل شعبنا امام واقع معقّد وبالغ الصعوبة يتجسّد في معضلتين:
*المعضلة الأولى*:
*تعاظم مخاطر وباء كورونا.*
في ظروف تطور هذا الوباء، وحجم الإصابات والوفيات الناتجة عنه، يزداد القلق والخوف عند اوساطٍ واسعةٍ من الشعب اللبناني، ذلك ان الدراسات والمناشدات التي يطلقها الباحثون والاطباء تشير بما لا يدع مجالا للشك، بأن المخاطر ليست حقيقية فقط، بل ذات طابع وجودي يمكن ان تتطور الى ما لا تحمد عقباه عند الإنتشار الواسع الذي سيهدّد الشعب، كل الشعب في لبنان، وبذلك يصبح لهذا التطور الاولوية ويتقدم على ما عداه من الأمور.
وهنا يبرز عجز الطبقة السياسية في اعتماد سياسة او استراتيجية واضحة ذات تدابير متشدّدة ومتدرّجة لمواجهة الوباء منذ بداية ظهوره. ومع إنجاز المؤسسات العلمية والطبية للّقاحات على اختلافها في خطوة متقدمة لمحاصرة الوباء وتمنيع المجتمع من اخطاره، تُطرح مخاوف المحاصصة والفوضى في عملية التنفيذ.
*المعضلة الثانية:*
*نتائج سياسات السلطة السياسية:*
لطالما وقف ابطال ونشطاء انتفاضة ١٧ تشرين في وجه سياسة الفساد والإذلال والغطرسة وإدارة الظهر لمصالح الناس حيث عملت السلطة السياسية على قمعهم بأدواتها وباستشراسِ أزلام قواها …رغم ذلك، ما زال هؤلاء المناضلون يرفعون شعارات المطالبة والمحاسبة واستعادة الأموال المنهوبة والقضاء المستقل ومواجهةِ جشع التجار وفوضى الاسعار وتفلّت المافية المالية من كل قيد، إضافة الى فقدان العديد من الأدوية وأغذية الأطفال.
وفي ظلّ عدم اقتران سياسات الطوارىء ومنها الإقفال العام بدعم صمود الفئات الشعبية الاكثر تضرراً، من الطبيعي، أن تحصل تحركات شعبيّة من الأوساط التي تعاني من ضيق الحال والعوز ومظاهر الجوع، لا سيّما في طرابلس، عروس الإنتفاضة وغيرها من المناطق اللبنانية.
هذه التحركات هي صرخةُ وجعٍ محقة في وجه سلطةٍ أغلقت آذانها عن سماع اصوات الناس.
ونحن اذ نقدّر ونجلّ وجع الناس، وجعنا جميعاً على كافة الأراضي اللبنانية، ونلتزم في الوقت عينه مسؤوليتنا تجاه التدابير الوقائية التي تصون صحة شعبنا كما صحة المنتفضين، فإننا نعلن رفضنا للعنف والقمع الذي حصل في مدينة الشهباء، ونؤكد على عدم جواز افتعال تناقضٍ بين الحرص على صحة الناس وحمايتهم من جهة، ودعم الفئات والشرائح الشعبية الكادحة من قبل السلطة المقصّرة من جهة اخرى.
*أهلنا الكرام،*
إننا ندعو الى وقفة مع الذات ومع الأولوية الحالية لمتابعة عملنا بوعيٍ ومسؤوليةٍ بعيداً عن الإرتجال والتسرّع حتى تبقى مسيرة الانتفاضة مستمرّة، الامر الذي يتطلب التداعي والنقاش والتنسيق بين الساحات للوصول الى كيفيةٍ جديدة للتحركات تقوم على الربط بين الدعم والتكافل الإجتماعي والإستعداد لدعوة الناس للنزول الى الشارع على ضوء بلورة الوضع الصحيّ في البلاد.
انها مسألة وقت لنعود أشدّ عزيمة الى الساحات.
عشتم وعاشت انتفاضة ١٧ تشرين
ساحة حراك النبطية
ثوار الزهراني
ساحة حراك صيدا
٢٦/ ٠١/ ٢٠٢١