النائب العميد شامل روكز خلال اطلاق لقاء لبنان وطني:
“أقسم بالله العظيم أن أقوم بواجبي كاملاً، حفاظاً على علم بلادي، وذوداً عن وطني لبنان”: بهذا العهد الخالد بدأت مسيرتي العسكرية في خدمة الوطن منذ ٤٠ عاماً. بهذا اليمين التزمت المسؤولية والوفاء والشجاعة والصدق والكرامة والتجرد والحياد.
على الرغم من الفساد والتدخلات التي مورست في المؤسسة العسكرية، استطعنا أن نخدم لبنان وأن نقوم بواجبنا الأوحد والأهم وهو مكافحة الارهاب والحفاظ على أمن وسلامة أرضنا وشعبنا على مدى ٣٥ سنة.
الدخول الى عالم السياسة لم يكن سهلاً، ولكن كان مبنياً على الأسس والمبادئ نفسها التي تربيت وخدمت على أساسها في الجيش اللبناني، فكان البرنامج السياسي واضحاً، جذوره الوطنية ممتدة من الحياة العسكرية.
أما اليوم، وبعد مرور عامين على دخولي المعترك السياسي، فبات واضحاً عدم انتمائي إلى هذه الحياة التي يطغى عليها اليوم منطق التعطيل لا التشريع، او التشريع لمصلحة المنتفعين والمتمولين على حساب الشعب، وضبضبة كل اقتراح او مشروع قانون يصب في مصلحة الشعب في ادراج اللجان. فلم أرَ اقتراح او مشروع قانون واحد تم اقراره يخدم الشعب اللبناني، وفي حال تم اقرار أي قانون، فكان يفتقد المراسيم التطبيقية او حتى النية الفعلية والحقيقية لتطبيقه. فتأكّدت حقيقة أن لا وجود لأي نية في الأفق لاعتماد اي سياسة مكافحة فساد صحيحة، ولا اي استراتيجية مالية اقتصادية اجتماعية انقاذية حقيقية لمعالجة الأزمة التي يعاني منها الشعب اللبناني.
أصبح الواقع والعمل السياسي لا يشبهني ولا يشبه لا البرنامج ولا التاريخ الذي إنتميت اليه، والذي خدمت لبنان على أساسه، ولا العقلية التي أتمتع بها، فلذلك قررت الابتعاد عن الوسط الذي لا يحاكي برنامجي ولا أفكاري ولا واقع الشعب اللبناني ولا حتى الناس التي انتخبتني. ملزمين بالخضوع إلى تتصرف بحزم لتمنع التحزب والاضطراب المدني.
أيها الزعماء الفاشلون،
بناء الوطن لا يتم على أيدي ميليشيات كانت السبب في دخول الوطن حرب أهلية دامية ما زال لبنان ينزف جراحها حتى اليوم.
بناء الوطن لا يتم بتفصيل الادارات والمؤسسات على قياس الطائفة والزعيم.
بناء الوطن هو بناء نظام حكم عصري وحديث يقوم على احترام الدستور، على فصل السلطات واستقلاليتها، على بناء مؤسسات شفافة.
بناء الوطن يقوم على دولة ومنظومة قوية، تحكم المواطن والمسؤول، وليس العكس. فلا تقوم ديمومة هذه الدولة واستمرارية هذا النظام على شخص الرئيس أو المسؤول أو النائب أو الوزير أو المدير العام، بل جذور الدولة مرسّخة تحت سقف القانون، بغض النظر عمن هو في المنصب.
بناء الوطن يقوم على احترام هيبة وسيادة وشرعية الدولة، فتتنافس الأحزاب السياسية بحسب برنامجها على العمل الديمقراطي في البلاد، لا على الحقن الطائفي والمذهبي والمناطقي.
حان الوقت للتخلي عن التشبث والتعصب المذهبي الطائفي، وقد حان الوقت لانصاف لبنان، وطن أرز الرب،
أضعنا فرصاً عديدة لبناء وطن مشترك لكل أبنائه بكل انتماءاتهم الحزبية والطائفية، ولم يبق أمامنا غير بصيص أمل صغير… أنتم الأمل، شباب وصبايا لبنان…
وأخيراً، أتوجه اليكم اليوم لأجدد العهد والوعد بأن أبقى الى جانب اللبنانيين الشرفاء ساعين لبناء لبنان، دولة المؤسسات والقانون، وطن الأرز والحلم. سأبقى على امتداد ١٠٤٥٢ كلم٢ إلى جانب الشباب والشابات نناقش ونبني لبناناً جديداً. سأبقى على امتداد العلم اللبناني، وأينما تواجد اللبنانيون على امتداد العالم. أتعهد أمامكم بأنني لن أتنازل عن المبادئ التي تربيت عليها في المؤسسة العسكرية وأن أبقى لبنانياً سيداً حراً مستقلاً أولاً وآخراً، وأجدد القسم اليوم أمامكم ومعكم: “أقسم بالله العظيم أن أقوم بواجبي كاملاً، حفاظاً على علم بلادي، وذوداً عن وطني لبنان”…
سيبقى لبنان وطني أولاً وآخراً، سيبقى لبنان وطني دائماً وأبداً…