التوازن بين الحياة المهنية والشخصية: هل هو أسطورة أم حقيقة؟ استبيان بيت.كوم يتعمق في النقاش حول التوازن بين الحياة المهنية والشخصية. قد تفاجئك بعض النتائج.

كشف استبيان جديد أجراه بيت.كوم، أكبر موقع للوظائف في الشرق الأوسط، عن تأثير التوازن بين الحياة المهنية والشخصية على أداء المهنيين في المنطقة ومعنوياتهم ومستوى التزامهم في العمل. ومن المثير للانتباه أن أكثر من نصف المشاركين قد فكّروا بترك وظيفتهم الحالية لإيجاد توازن أفضل بين حياتهم المهنية والشخصية في مرحلة ما خلال الأشهر الاثني عشر الماضية.

يشعر الموظفون الذين يتمتعون بتوازن جيد بين حياتهم المهنية والشخصية بحماس أكبر للعمل وبتوتر أقل، ما يزيد من إنتاجية الشركة ويقلل من النزاعات بين الموظفين والإدارة. ويمثل التوازن الجيد بين الحياة الشخصية والمهنية أولوية قصوى للمهنيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث أشار 60٪ إلى أن عائلتهم تُعتبر العامل الأهم الذي يؤثر على سعادتهم، يليها وظائفهم (30٪)، وهواياتهم وأنشطتهم (7٪)، وأصدقائهم وزملائهم (3٪).

وتعليقاً على الاستبيان، قالت عُلا حداد، المديرة الإدارية للموارد البشرية في بيت.كوم: “يستكشف استبياننا الأخير فوائد التوزان الجيد بين الحياة المهنية والشخصية، حيث أن الموظفين الذي يمكنهم التحكم بحياتهم والتصرف على نحو أكثر حرية، هم أكثر قدرة على تحسين علاقاتهم المهنية مع الإدارة العليا في شركاتهم. ونحن نهدف عبر هذا الاستبيان إلى تمكين المهنيين وتشجيعهم على التحكم بحياتهم وسلوكياتهم، وبالتالي مساعدتهم على تحسين مستويات إنتاجيتهم ورضاهم الوظيفي”. 

من أهم مزايا التوازن الجيد بين الحياة المهنية والشخصية هو تقليل التوتر، فذلك يؤدي إلى تعزيز الأداء في جميع جوانب الحياة، بما في ذلك الجانب المهني. في الواقع، يلعب أصحاب العمل في المنطقة دوراً مهماً في تعزيز رفاهية موظفيهم، حيث قال 84٪ من المشاركين أن مدراءهم يحترمون وقتهم والتوازن بين حياتهم المهنية والشخصية، بينما صرّح 91٪ بأنهم يمتلكون الوقت لممارسة الرياضة والاهتمام بصحتهم.

ويحتاج الموظفون في الوقت الحالي للتحكم بشكل أكبر في حياتهم ووظائفهم وجدول أعمالهم الخاصة، حيث يقول 92٪ من المشاركين في الاستبيان أنهم يتحكمون تمامًا بجدول أعمالهم وكيفية قيامهم بها. وترتبط إمكانية التحكم في جدول الأعمال بتحسين مستويات التوازن بين الحياة المهنية والشخصية والحد من الخلافات وتقليل مسببات التوتر وزيادة التركيز، ما ينعكس إيجاباً على مستويات الأداء والإنتاجية. 

من ناحية أخرى، لا تعد جميع أماكن العمل متشابهة لناحية كمية مهام العمل، فقد صرح 52٪ من الموظفين بأنهم فكّروا بترك وظيفتهم الحالية في مرحلة ما خلال العام الماضي بسبب اختلال التوازن بين حياتهم المهنية والشخصية. كما قال 23٪ من المهنيين إنهم يهملون بعض المسؤوليات الشخصية والعائلية بسبب العمل. 

لطالما كان تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية من بين التحديات التي يواجهها المهنيون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا – لاسيما مع زيادة الانشغالات اليومية، مما يؤدي غالباً إلى زيادة الأعباء المهنية والشخصية. وفي هذا الإطار، قال نصف المشاركين (50٪) أنه من السهل أخذ إجازة من العمل (مدفوعة الأجر أو إجازة غير مدفوعة الأجر)، بينما قال 19٪ منهم أن الحصول على إجازة هو أمر صعب.

وتنعكس ساعات العمل الطويلة سلباً على التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، حيث قال 47٪ من المهنيين في المنطقة أنهم يعملون من 40 إلى 60 ساعة في الأسبوع، و21٪ أكثر من 60 ساعة، و19٪ بين 20 إلى 40 ساعة، بينما يعمل 8٪ أقل من 20 ساعة في الأسبوع. كما قال حوالي 9 من 10 مهنيين (86٪) إنهم يضطرون في الغالب إلى العمل لساعات إضافية في مكان العمل أو المنزل.

تم جمع بيانات استبيان “التوزان بين الحياة المهنية والشخصية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، عبر الانترنت خلال الفترة الممتدة ما بين 1 سبتمبر وحتى 3 أكتوبر 2022، بمشاركة 4,012 شخصاً من الإمارات، والسعودية، والكويت، وعُمان، وقطر، والبحرين، ولبنان، والأردن، والعراق، وفلسطين، وسوريا، ومصر، واليمن، والمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، والسودان، وغيرها.

 

You May Also Like

More From Author