لم تكن الخطوة التي أقدم عليها نظام الإمارات العربية المتحدة من اتفاق تطبيع مع الكيان الصهيوني مفاجئة، بل أتت في سياق محاولات التماهي مع السياسات الأمريكية لجعل الكيان المحتل كياناً طبيعياً في المنطقة بما يندرج تحت إطار صفقة العار او ما يسمى “صفقة القرن”، لكن أكثر ما يلفتنا في هذا السياق هو السعي الحثيث لنظام الإمارات في سبيل دفع الأنظمة في المنطقة إلى الإنخراط في مسار التطبيع والسلام مع الكيان الغاصب، بينما يناصب هذا النظام شعوب العالمين العربي والإسلامي العداء السافر ويرفض تحرّرهم واستقلال إرادتهم السياسية.
إنّنا في الجماعة الإسلامية في لبنان نرفض رفضاً قاطعاً أية عملية تطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني، ومن أيّة جهة جاءت، وتحت أيّ عنوان حقيقي أو تضليلي، ونعتبر إقامة علاقات طبيعية بين دولة الإمارات من جهة وبين كيان الاحتلال الصهيوني من جهة ثانية طعنة بظهر الشعب الفلسطيني، وتخلّياً عن الواجب العربي والإسلامي تجاه القضية الفلسطينية، وخدمة غير مبرّرة لقادة الاحتلال وإبراء لهم من الجرائم التي ارتكبوها، وما يزالون، بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، وبيعاً للقدس والمسجد الأقصى المبارك.
إنّنا إذ نوجه التحية للدول العربية التي لا تزال صامدة في وجه الضغوط والتي ترفض التطبيع مع العدو الصهيوني، ندعو الشعوب العربية والإسلامية إلى وعي مخاطر التطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني ورفض كل أشكال التطبيع مع هذا الكيان الغاصب، وإسقاط كل المحاولات الهادفة إلى شرعنة تواجده في المنطقة، والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في معركته لتحرير أرضه السليبة، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
والله أكبر ولله الحمد