يعمد بعض الأشخاص إلى تصوير عناصر قوى الأمن الداخلي -المنتشرين في الأماكن المتضرّرة جرّاء الانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت بتاريخ 4-8-2020- على أنهم غير مبالين بالكارثة التي حلّت بالوطن والشعب اللبناني جرّاء هذا الانفجار، أو انهم متقاعسين عن القيام بواجباتهم، وذلك من خلال التقاط صورٍ فوتوغرافية أو فيديوهات لا تُظهِر الحقيقة، وبعيدة عن واقع الأمر، وبطريقة مشوّهة، فندفع ضريبته غاليًا، بخاصّة أنّنا في احتكاك يوميّ مع الناس، وعلى تواصل دائم ومباشر معهم. ونحن، حرصًا منّا على الحقيقة، نتفهّم بعض ردّات الفعل هذه، ونحتويها بحكمة، مدركين أنّها في بعض الأحيان تكون نتيجة الغضب والتأثّر، والواقع الأليم.
يهم المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أن توضح أنها تعمل دائمًا لمصلحة المواطن وفي سبيل خدمته، وهذا هو طبيعة عملها والتزامها، وهي، في هذه الكارثة الوطنية، عاشت وجع الناس، وعانت ما عانوه، فعملت، منذ اللحظات الاولى، على تقديم المساعدة للمواطنين، من خلال قيامها بإزالة الأنقاض، بمبادرة منها، أو بناءً على طلب المواطنين باستخدام بعض المعدّات الخاصّة برفع الأنقاض، إضافة الى مسح أضرار الأبنية والسيّارات التي قُدّرت حتى الآن بـ3972 مبنى و4214 آلية، ومازال العمل مستمراً حتى مسح جميع الأضرار.
كما تقوم قوى الأمن منذ اللحظة الأولى بتأمين حماية الممتلكات المتضررة وقد تم توقيف ما يقارب الـ /40/ مشتبهاً بهم بعمليات السرقة.
كذلك جرى تشكيل فريق عمل من ضباط ورتباء قسم المباحث العلمية في وحدة الشرطة القضائية بغية توثيق عملية التعرّف على الجثث المجهولة والمفقودين جرّاء انفجار مرفأ بيروت. وقد حضر لغاية تاريخه /32/ شخصاً لأخذ عينات الـDNA منهم لمقارنتها، وتمّ التثبّت والتعرّف إلى /17/ شهيداً.
نحن ملتزمون بواجبنا، ونعمل كلّ ما في وسعنا، وبأقصى حدّ من الفاعلية، وبالإمكانات والوسائل المتاحة والمتوافرة لدينا. كما أنّنا نقف دائما إلى جانب اهلنا المتضرّرين، بخاصّة في مثل هذه المرحلة الصعبة والقاسية، ونفتخر بالمواطنين الذين هبّوا لمساعدة إخوتهم في هذه المحنة، بحيث تجلّت فيهم صورة الوطنية، وقيمة الوفاء لبعضهم بعضًا، في لفتة مضيئة، على الرغم من السواد المحيط بنا.
هذه بعض الصور التي لم تقم مؤسّستنا بنشرها، والتي احتفظت بها بعيدًا من الإعلام، لأنّ الوقت الراهن، هو وقت العمل لا الكلام، ونحن مضطرون لنشرها ردًا على تجنّ طال مؤسّستنا بغير وجه حقّ، وانتقاد في غير محلّه.