أديان تحتفل بيوم التضامن الروحي وتكرم المطران خضر

على جري عادتها كل عام، أحيت مؤسسة أديان يوم السبت 29 تشرين الأول، اللقاء الوطني الخامس عشر للتضامن الروحي، في قاعة كاتدرائية النبي إيليا للروم الكاثوليك، وسط بيروت، اجتمع فيه أكثر من 100 مشارك/ة من أصدقاء أديان وأعضاء شبكاتها من مختلف الأعمار والجنسيات تحت عنوان “معًا من أجل العدالة الاجتماعية”.
اليوم الذي يشكل مناسبة سنوية للاحتفاء بالقيم المشتركة بين الأديان، بدأ مع كلمة رئيسة مؤسسة أديان د. نايلا طبارة التي رحبت فيها بالمشاركين، وشرحت سبب اختيار عنوان العدالة الاجتماعية ليوم التضامن الروحي الخامس عشر فقالت: “إن هذا اللقاء هو لقاء روحي، فهو ليس مؤتمرًا ولا ندوة بل لقاء نتشارك فيه سعينا من أجل القيم العليا، ونؤكد فيه على أن الروحانية متجذرة في الواقع. لذا اخترنا قيمة العدالة الاجتماعية لما لواقعنا اليوم حاجة لهذه القيمة التي نعمل عليها كل على طريقته في وقت نرى فيه حقوق الناس مهدورة يوم بعد يوم”.
إثر ذلك كانت كلمة الأمين العام السابق لحركة الشبيبة الأرثوذكسية السيد فادي نصر قال فيها إن “العدالة الاجتماعية هي نتيجة تضامننا، لذا يجب على كل شخص منا أن يفكر كيف يمكنه المساهمة في الوصول إلى هذه العدالة ضمن مجتمعاتنا الصغيرة”.
أما كلمة رئيسة جمعية نساند السيدة غيدا عيتاني نوام رأت فيها أن “عمل الخير مثل كرة الثلج والناس مستعدة لمساندة بعضهم بعضًا إذا سنحت لهم الفرصة”، وأضافت أن العدالة الاجتماعية تقوم على مبادئ المساواة والإنصاف والحقوق والمشاركة، و”هدفنا هو التنمية المستدامة وهناك علاقة مركزية بينها وبين العدالة الاجتماعية”.
تخلل اللقاء فقرتي مناجاة روحية أحيتها الفنانة الأردنية هند حامد التي وصلت إلى لبنان خصيصًا للمشاركة في يوم التضامن الروحي، فغنت للحلاج وللقديس فرنسيس الأسيزي وغيرها من الأناشيد الإسلامية المسيحية، لتشارك المشاركين/ات على تنوعهم في خبرة روحية جامعة.
التفت المشاركون/ات بعد ذلك إلى شهادات من أعضاء منتدى المسؤولية الاجتماعية الدينية حول موضوع التضامن ودورهم من خلال التنسيق مع أديان في عيش هذا التضامن على نحو فعال، ثم ألفوا حلقات تناقشوا فيها بشأن العدالة الاجتماعية ودور كل منهم في تحقيقها.
وصل الاحتفال بعدها إلى المحطة الأساسية كل عام وهي جائزة التضامن الروحي التي منحت هذه السنة للمطران جورج خضر مرفقة برسالة شرح سبب منح الجائزة، خاطبت سيادته: “لَطالما مثّلت، ولا زلت، لجميع اللبنانيين واللبنانيات، صوتَ الجرأة والحقّ وتخطّي الحواجز. بلاهوتك المستنير، وهُدُوئيَّتك الصاعدة إلى السماء، وإنسانيتك المتجذرة في الأرض، اعترفت بالآخر وعرّفت به، وحثثت على الخروج من الخوف والقوقعة، ودفعت نحو عمق الشراكة، وكنت سند المنسيين والمحرومين في الظلمات والأزمات… فأنت خير مثال عن الرحابة الإلهية والأخوة الإنسانيّة العابرة للطوائف وللأديان. من أجل هذا، تتشرف مؤسسة أديان بمنحك جائزة التضامن الروحي لعام 2022”.
شكل الاحتفال بيوم التضامن الروحي مناسبة أيضًا لتسليم مؤسسة أديان جائزة هاني فحص للدفاع عن التعددية من أكاديمية هاني فحص للحوار والسلام وشركاؤها في دورتها الخامسة والتي كان قد أعلن عنها في وقت سابق.
اختتم اللقاء بتلاوة التزام مشترك جاء في الجزء الأخير منه: “نلتزم أن نعيش قيمنا مع الجميع بالتساوي دون انتقائية، وألا نرضى بالظلم لغيرنا كما لا نرضاه لأنفسنا، وألا نيأس من الجهد في سبل الخير والعدل ،وأن نبقى متيقنين بقوة الخير، وبركات الخيرين”.

 

You May Also Like

More From Author