تعتبر الفنانة التشكيلية غزلان درار، واحدة من الأسماء الواعدة في عالم الفن التشكيلي المغربي، تشتغل برؤية فنية واضحة المعالم ودقيقة التفاصيل، تطور طريقة عملها إلى الأحسن دون ملل ولا تكرار على اعتبار قناعتها بالتجديد والتنوع، حدثتنا حول بداياتها الفنية التي انطلقت منها إلى عوالم الفن التشكيلي بتنوعها اللوني والشكلي، أسلوبا ومضامين، لتعود بنا إلى جذورها القديمة عندما كانت طفلة صغيرة، حيث كانت تحب أن ترسم على أي شيء تجده أمامها، وبعدها انطلقت موهبتها في المدرسة، ثم تطورت إلى استخدام الألوان ومنها بدأت في صقل هذه الموهبة وشق طريقها إلى عوالم الاكتشاف والرسم، حيث تعلمت كل تفاصيل الرسم اعتمادا على نفسها، وظهرت موهبتها الحقيقية بعد فترة من التعليم الذاتي دون اللجوء لأحد، وقد وجدت غزلان درار كما تقول، منذ بداياتها دعما وتشجيعا من أسرتها الصغيرة والكبيرة.
هكذا، بدأت غزلان درار، مسارها الفني، وبحصولها على شهادة الباكالوريا، انتقلت إبنة مدينة وجدة إلى الخارج لإتمام دراستها في الصيدلة والماجستير في صنع وتحليل الدواء ومواد التجميل، ثم عادت إلى الوطن حيث اشتغلت في مختبرات دولية مختلفة، لتفتح بعد ذلك صيدلية بمسقط رأسها، لكن حب الفن عنيد لم تخمده انشغالات الدراسة والممارسة المهنية، فقد كانت الفنانة غزلان درار تكد وتجتهد عبر رسومات مع التهام كتب الفن لتتعلم التقنيات التشكيلية، إنها هي قصة عشق كبير بين الصيدلانية والرسم، فقد وجدت في الفن التشكيلي طريقها للتعبير عن ما تحس به، فهي تعطي للمتلقي رسومات يغلب عليها طابع الفرح والسعادة، لذلك تبرز لوحات الفنانة غزلان محملة بقوة الألوان الزاهية وكثافة الخطوط البهية التي تملأ مساحات اللوحة كشكل من أشكال الاحتفاء البصري واستعادة رمزية لأحلام الطفولة الجميلة، في لوحاتها تبدو الحياة رائعة وسط مشاهد مضيئة مفعمة بالحب والمشاعر الصادقة التي تسعى غزلان للتعبير عنها بأسلوبها التلويني الذي مارسته منذ نعومة أظافرها والتي أضحت تشكل انشغالها ومتنفسها اليومي، فنانة داﻋﺒﺖ اﻟﺮﻳﺸﺔ وﺗﺤﺴﺴﺖ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺠﻤﺎل ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﻮﺣﺔ ﺗﺮﺳﻤﻬﺎ، أدرﻛﺖ ﻗﻴﻤﺔ ذاﺗﻬﺎ وﻗﺪرت ﻣﻮﻫﺒﺘﻬﺎ، وﺻﻘﻠﺘﻬﺎ وﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﺑﺮ اﻹﺑﺪاع واﻟﺘﺸﺮﻳﻒ ﻟﺘﺒﻬﺮ اﻟﺠﻤﻴﻊ بإبداعاتها الرائع.
تكاد لوحات الفنانة غزلان درار، تنطق لتقول الكثير عن المرأة المغربية، أحسنت التعبير عن المرأة المغربية لتقول ما لا تستطيع الكلمات البوح به، فالمرأة بالنسبة لها منبع الحب والعطاء ومحور أعمالها ومُلهمتها، كما أن المرأة في أعمالها ترمز للكرم والجود والفضيلة.
وأوضحت الفنانة غزلان، أن المرأة ستظل شامخة في رسوماتها، وستبقى تمجدها، فهي تسعى من خلال رسوماتها أن تخفف العبء عن كاهلها، وأن تراها في سعادة دائمة.
الكل يطمح لإظهار نفسه بأجمل صورة هو راض عنها، الفنانة غزلان درار، كذلك تطمح لإظهار نفسها بصورة تكون راضية فيها عن نفسها وتعبر عن ذاتها، ستبقى ترسم بإبداع وثقة، طموحها بات أبعد من كل شيء، تتمنى أن تجوب لوحاتها بقاع العالم، وتعجب العاشقين للفن الأصيل، نعم سيكون لديها مسار حافل مع رسوماتها لتعرضها في أكبر المحافل والملتقيات الدولية، وترسو بفنها في مرافئ المبدعين الكبار.